Dec 29, 2009

الغريـب .. رامي يحيى













1

C.D

الواد اللى نط من على سور الدنيا للناحية التانية
هو أول واحد
يستحق جايزة نوبل فـ الذكاء
مش معنى ده إن الفناء فكرة ذكية
إنَّما..
هو الهروب من وش اتنين
حبوا يتدَّفوا فَـ ورَّطوك.
والهروب من قهوجى..
بياخذ منك أقساط كراسى..
هو اللى حطَّها على رصيفك المُفضَّل.

بالمرة تترحم من قصايد أصحابك
المزحومة بالفتوحات الجسدية،
فتفكرك دايمًا بفشلك - لحد النهاردة-
فى الوصول لبنت..
تتبادل معاك الحوار
بلُغة الجسد،
أو الحصول على أصحاب..
مش كدَّابين.

صدَّقنى..
هى دى الفكرة الوحيدة اللى تقدر تخلَّصك
من 6 أصحاب
لبسوا بجامات مقلَّمة،
ومركب ورق فى دماغهم
قبل ما يقرروا يساعدوا الحكومة فـ تنظيم المرور،
وهناك حَ تقابل داليا..
مجدى..
علاء..
وبقية الدستة اللى سبقوك.

بس أنت عندك حق..
هو كل الخوف
إن هناك نتحمل على C. D جديد،
ويبدأ الـ

GAME

من الأول......

2


سيبونى أمشى

3
كُتب..
علبة سجاير،
وغيارين
جوة شنطة فوق ضهرى الهزيل،
يبقى إيه لزمة جواز السفر؟
ما الأرض براح، والناس كتير..
لو مشيت هـ تلاقوا غيرى تعصروه،
ومكان ما أروح هالاقى غيركُم بيعصروا..
فَـ سيبونى أمشى!
بدون جواز أو تذاكر أو ورق

سيبونى أمشي..!
يمكن أصادف بيت دفا،
جايز أصاحب بنت ترضى تحبنى،
أو حتى بحر من غير غرق.

ماتخافوش إنى مهاجر!
أكيد فيه أشباهكم هناك،
لو ما فيش - وده مستحيل-
ح أبعت جواب أشكيلكوا فرحى،
وابعتوا إنتم وطاويطكم هناك!
تدخل فى بيتى..
تحت جلدى..
تمص دمى..

تمام يا فندم.. حافظ الأوامر
ما فيش مقاومة،
ولا اعتراض
بس من فضل جنابكم..
افتحوا باب الوطن..........
وسيبونى أمشى....

.....



تحت عنوان تحذير كتب على مؤخرة ديوانه القادم مزودا بصورة أتى بها من عالم الرعب الذي يعيشه كل مواطن مصري بسيط مفعما بنظرة التساؤل والضحك ,المرارة والامل ,في آن واحد,بعد التعرى ليس كمصطلح يستخدم ولكن كفعل على ارض الواقع, فى مواجهة عمليات الهدم والاحباط وافكار التغليف والبسترة ,هكذا يرى نفسه الغريب, أو هكذا يراه من يقرا التحذير والذى لا نجده إلا في نشرات الدواء, حتى يحفظ بعيدا عن الاستخدام السىء و متناول الأطفال, أو من توقفت علاقتهم بالشعر عند القصيدة العمودية رفضا لكل جديد يخالف ذلك..من هنا جاء تحذيره .


لان الشعر لا يعرف إلا بالشعر

ولان المقصود بالشعر هنا الروح مش الشكل

فمش هتلاقى لا أوزان ولا قوافي ولا بحور

ولا حتى سقف

هنا هتلاقى صوت إنسان عادى..حرق مراكبه

بس محرقهاش شجاعة لا سمح الله

إنما بحره أتسرق منه من زمان

وأتباع قدامه

فنصيحة منى سيبك من الديوان ده

رامي يحيى

...

الغلاف من تصميم صالح عبد العظيم



Dec 24, 2009

من اشعار الاصدقاء .. 1

مقتطفات من شعر ميسرة صلاح الدين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




ــــــــــ1ــــــــ
ربيع أول
=========

خروج الكلمة من قلبي على لسانك

ربيع أول

خروج الكلمة من قلبك على لساني

ربيع تانى

خروج الكلمة ع العالم

شموع بتحنى ضفايرها

مظاهر صعب تأويلها

خطوط بيضة وخطوط سودة

مكاحل عشق مفقودة

وبين الخرجة والعودة

مساحة كبيرة للتفكير



ـــــــــــــــ2ــــــــــــــ
تتصور
=========



تتصور..... أنامتصورتش من مدة

علشان النظرة اللى في صورتى مبتريحنيش

تتصور.... أنامتكلمتش من مدة

علشان النبرة اللى في صوتى مبتطمنيش

وأنا زى مفيش رافض نفسه

متحامل جداً على نفسه

بيخاف ليجيله اللى في نفسه وبيخاف ميجيش


ـــــــــــــــ3ـــــــــــــــ
اوضة ضلمة
=========


بهدوء شديد..

فتَحِتْ الباب الخشب..واتسحبِتْ

الأوضه كانت ضلمه كحل

وانا كنت اغمق ركن ف الضلمة

رغم المهدئ..بارتعش تفكير

الأوضه كانت ضلمه كحل

اشباح كتير م الماضي نهشتْ عزلتى

فطفيت سيجارة ف كفي

وقلبت السرير

الأوضه كانت ضلمه كحل

أوقات كتيرة شجاعتى بتخونني..

مش قادر اقطع حتى شريانى الأخير


بهدوء شديد..

فتحتْ الباب الخشب.. واتسحّبتْ

ما بقيتش عارف
॥هاعمل ايه ؟
؟


ــــــــــــــ4ــــــــــــــ
العسلية
========


من صغرى بحب العسلية

واكمن عيونك عسلية

أنا حبيتك

على باب بيتك

واقف ومسمر رجليه

ونن عنيه

قصقص جناحاتة


فى شباكك

عصفور

و أتمحك فشباكك


مش عايز

حد يطلعني

إنما لو قلبك

يوم باعني

أنا حكبر

على كل مشاعري


وحبطل أكل العسلية


ــــــــــــــــ5ــــــــــــــ
تتر النهاية
=========




مكنتش فيكى المشكلة

ولا فى الظروف الصعبة

ولا طيش الشباب

المشكلة فيه أنا

أنا والنهايات السعيدة مش صحاب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما اخترت تلك الابيات من اشعار ميسرة صلاح تذكرت حديثى معه منذ شهور وانا اقتطف له بعض من ابياته ووجدته قد تأثر بها كما لو كان أحدا غيره قد كتبها له


اقتطفها ... احمد البوهي

Dec 16, 2009

بعاد





بعـاد
ـــــــــــــــ






بنتحجج بأى كلام يعيد لحظة لقا تاهت



ونتفاجيء بإن كلامنا من طول البعاد باهت



ويفضل في الحنين كلمة ولا بتسكت ولا اتقالت











ويبدأنا الكلام بسؤال



عن الاخبار وأحوالنا



حروف اجابتنا بالمللى بنفس اللفظ والمعنى



(تمام الحمد لله ع الحياه ـ عايشين)



ويرسم صمت ملامحنا عتاب وحنين



نعود للذكرى ونسلّم ـ ونتألم



يكون الصمت على آخره



فنتكلم



ونتفاجىء



بأن كلامنا من طول البعاد باهت



وان الحلم في لقانا ضمير ساكت



ونتسابق يامين يوصل حدود الذكرى قبل التانى يحكيها



وتسكن فينا اوجاعها وتسرح فينا حكاويها



ونتنهد ويرجع صبرنا للصمت



وينهينا الكلام بوداع

بنفس اللفظ والمعنى


ونفس الكبت


ـ قوام الوقت بيعدي ـ ترد تقول سرقنا الوقت



ونتفرق على وعد اللقا تانى



نعيد لحظة لقا تاهت




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



أحمد البوهي

Dec 8, 2009

العاميه المصريه بين الشفاهية والكتابية .. مدحت منير





هل نحن أدباء شعبيون ؟

هذا شرف لاندعيه... فكتاب العامية المصرية منذ نشأتها لم يكونوا أدباء شعبيين وهذا ليس تعاليا على الثقافة الشعبية – لاسمح الله – لكن لأن هناك حدود أساسية تفصل بينهما , ومعايرة الأدب المكتوب بالعامية المصرية بمعايير الأدب الشعبى ظلم لهذه الكتابة , كما أن معايرة الأدب الشعبى بمعايير الكتابة بالعامية هو ظلم أيضا للأدب الشعبى وهذا لايأتى إلا بالمزيد من الفوضى والخلط والتشويه , نعم ان العامية المصرية هى لغة معظم(*) فنون الأدب الشعبى المصرى ولكن هذا لايعنى أن اى أدب استخدم العامية أداة له هو أدب شعبى ..وسوف أحاول لاحقا أن أوضح حدود كل من الأدب الشعبي والأدب المكتوب بالعامية ولكني أعتقد أن هذا لا يمكن الوصول إليه إلا إذا اتفقنا بداية على مفهوم الأدب الشعبي.
الأدب الشعبي هو أحد أجناس الفنون الشعبية التي تقوم الجماعة الشعبية بإبداعها في حيز ثقافتها(1) ( عاداتها – تقاليدها – معتقداتها – خبراتها ...... الخ) .
ولكن من هى الجماعة الشعبية وماهى حدودها ؟
في الحقيقة هذا سؤال شائك لأنه يمثل قضية خلافية . حيث يربط فريق من علماء الفلكلور بين مفهوم الجماعة الشعبية و مفهوم الطبقة الاجتماعية(2) ( التي لا تمتلك أدوات إنتاج ) و لكني مع الذين يعتقدون أن حدود الجماعة الشعبية أوسع من حدود الطبقة. هذا لأنه ليس من الصعب على أحد أن يرصد طبقات شتى من المجتمع منتجة و مستهلكة و مشاركة في الثقافة الشعبية , دليل على ذلك احتفالات الميلاد والموت عند المصريين وزيارة أضرحة القديسين والأولياء التي تشمل جميع طبقات المجتمع(3) و أمثلة أخرى عديدة في هذا السياق. فالحياة الشعبية توجد دائما حيث يخضع الأنسان كحامل ثقافة لسلطة المجتمع والتراث (4) لذا أعتقد أن الجماعة الشعبية هي جماعة من البشر تشترك في المكان و الزمان , لها ثقافتها – الشعبية – التي تكون مفارقة لثقافة المؤسسات الرسمية وذلك يكون أغلب الظن في مجتمعات العالم الثالث حيث أن هذه المؤسسات تستدعي ثقافات أخرى لتطوير – أو بزعم تطوير – مجتمعاتها(**) أما عن الشرائح الأكثر تهميشا من المجتمع فممالا شك فيه انها هى الأكثر تفاعلا – تأثيرا وتأثرا – مع عناصر الثقافة الشعبية حيث أنها تكون الأقرب الى الأرض و الأبعد دائما عن عناية المؤسسات الرسمية ونظمها التعليمية.
وتقوم الجماعة الشعبية هذه بانتداب مبدعيها من داخلها ليكونوا معبرين
بها وعنها ولها(5) وأرى فى الحقيقة أن العبارة الأخيرة دالة جدا ومفيدة فى التمييز بين حدود كل من الأدب الشعبى والأدب المكتوب بالعامية – حتى وإن كان جماهيريا – مثل كتابات بيرم وحداد وجاهين والأبنودى وغيرهم لأن مثل هذا النوع من الإبداع فى معظمه يكون منحازا الى القطاع الأكبر من الجماعة الشعبية ولكنه بالرغم من هذا لانستطيع تصنيفه على أنه أدبا شعبيا لأنه فى أفضل أحواله يتحدث ( عن ) الجماعة الشعبية ويسعى الى التوجه ( لها ) ولكنه فى النهاية ليس (بها) أى أن الجماعة لم تنتخب كتاب هذا الأبداع ولم يكونوا أبناء خالصين لثقافة هذه الجماعة حيث أنهم فى نهاية المطاف مبدعون لهم ذوات مفردة استمدت معارفها وتصوراتها ووعيها من مصادرخارجة عن مصادر هذه الجماعة متمثلة فى المدارس والمعاهد والجامعات وحتى القراءات الحرة المتنوعة التى حظى بها هؤلاء أضف الى ذلك أن العلاقة بين المبدع الشعبى وجماعته هى علاقة ذات طبيعة مميزة تتحقق غايتها فى لحظة التفاعل المباشر بينهما . فالنص الشعبى ليس نهائيا فهو نص مرن يتحرك ويختلف باختلاف الشخص واللحظة والظرف الذى يؤدى فيه لذا فهو نص شفاهى بامتياز ليس لأنه غير مدون لكن لأن عملية التدوين ليس لها وظيفة فعالة فى هذا السياق - إلا فى حالات الدرس العلمى والأكاديمى للمأثور الشعبى وهذا سياق آخر- فالنص الشعبى المدون أشبه بطائر برى جميل محنط داخل شرفة منزل أنيق.



الشفاهية والكتابية :
النص الشفاهى ليس شفاهيا لأنه غير مدون فهو شفاهى لأنه يحمل قيم شفاهية سواء فى مايخص موقفه من العالم أو فيما يتعلق بتقنيات بنائه والعلاقة بين مبدعه وجمهوره - كما أسلفت - . أن الشفاهية مرتبطة بمراحل ماقبل اختراع الكتابة فى المجتمع البشرى وهذا لايعنى أنها انتهت بمجرد ظهور الكتابة فهى موجودة فى جميع المجتمعات ولكن بدرجات متفاوتة وهى فى حالة جدل دائم مع القيم الكتابية التى تعد أكثر حداثة وإن كانت هذه الأخيرة ناشئة من رحم الأولى . ولكن يبقى السؤال المحورى عن أهم الملامح المميزة لكل منهما , والتى أعتقد أنه يمكن تلمسها فى مايلى:
أولا:يميل التفكير ذو الأساس الشفاهى الى أن يكون ايقاعيا بشكل ملحوظ ذلك لأن الإيقاع من الناحية الفسيولوجية يساعد على التذكر.
ثانيا:يتكئ الأسلوب الشفاهى بصفة أساسية على القيم السائدة لدى الجماعة لايفارقها ولايخالفها إنما يعمل دائما على إعادة صياغتها وتأكيدها. بينما تتكئ الكتابية على موقف الإنسان كذات مفردة لم ولن تتكرر, لها رؤيتها الخاصة عن نفسها وعن العالم تفارق أحيانا كثيرة الثقافة السائدة بل تقوم أحيانا على التناقض معها.
ثالثا:يميل العقل الشفاهى الى الكليات على عكس العقل الكتابى فهو عقل تحليلى.
رابعا:غالبا مايقوم الأسلوب الشفاهى على الاطناب والغزارة والتقليد والمشاركة الوجدانية والدفء الإنسانى بينما تميل الكتابية عادة الى عالم الأفكار القائم على الدقة والتكثيف والتجريد والحياد الموضوعى والسكون والرؤية.(6)وهذا بالطبع ليس على سبيل الحصر ولكن على سبيل محاولة الأمساك ببعض الخيوط المميزة لكل من هذين العالمين غير أنى أعتقد أن الأدب العربى بصفة عامة والأدب العامى بصفة خاصة فى حاجة الى جهد منظم لأعادة النظر فيه من هذه الزاوية - الشفاهية والكتابية- لأنى من الذين يعتقدون ان الثقافة العربية مازالت فى أغلب أحوالها تعيش حالة شفاهية وليس أدل على ذلك من عبارة (والترج. أونج) ( البقايا الشفاهية فى أية ثقافة كتابية يمكن قياسها الى حد ما من العبء التذكرى الذى تثقل الذهن به, أى كمية الحفظ الذى تطلبه نظمها التعليمية)(7)
فمازال السمع وليس البصر, هو الذى يهيمن على عالمنا الفكرى.

إشكالية الكتابة بالعامية
ليس من قبيل الصدفة أن يكون أحد أهم علامات بداية الكتابة بالعامية المصرية هوعبدالله النديم خطيب الثورة العرابية لأن الثورة العرابية كانت أول محاولة حراك اجتماعى فى الدولة المصرية الحديثة تعبر عن مصالح طبقة اجتماعية محددة.(8)
هذا من جهة ومن جهة أخرى لانستطيع إغفال تأسيس المدارس المهنية المختلفة على يد محمد على وحركة التنوير على يد الخديوى إسماعيل بعد ذلك بقليل ولذلك أعتقد أن بدايات الكتابة بالعامية المصرية خرجت من عباءة الخطاب الشفاهى محاكية لتطلعات وطنية واجتماعية ناهضة فى المجتمع على يد عبد الله النديم وربما أخرون كانوا معه أو حوله فى هذه المرحلة. ثم أنتقلت الكتابة بالعامية نقلات نوعية أخرى على يد بيرم التونسى وفؤاد حداد وصلاح جاهين وفؤاد قاعود وعبد الرحمن الأبنودى وغيرهم. ولكن ظلت العامية منذ نشأتها وحتى زمن قريب تغلب عليها قيم الشفاهية سواء على مستوى الشكل أو على مستوى المضمون لأسباب أهمها أنها نشأت فى رحم الحركة الوطنية ثم ازدهرت مع حركة النضال الاجتماعى والسياسى بعد ذلك ساعد على ذلك بالطبع أنها لغة معاشة متواصلة مع الحياة اليومية متحفزة لإثارة الخيال الجمعى من خلال جدلها الدائم مع المأثور الشعبى وهذا يمكن تلمسه بوضوح فى أعمال روادها الكبار.
وأغلب الظن أن العامية لم تواجه مشاكل حادة فى قبولها أو تبنيها أو شيوعها – باستثناء تناولها بالدراسة الأكاديمية – طالما هى بعيدة الى حد ما عن إشكاليات الكتابة, فالفنون القائمة على القول كالسينما والمسرح والأغنية تستخدم اللغة العامية كبديهة ولا يوجد من يعترض أو يطالب بتناول هذه الفنون باللغة الفصحى – إلا فى أضيق الحدود وهى آراء ان وجدت فهى خارجة عن السياق التاريخى والحضارىوليس خفيا أن رواد العامية كانوا أكثر حظا فى التواجد الإعلامى أو الحضور الجماهيرى أو كلاهما معا بالمقارنة بشعراء الفصحى وذلك ليس فقط بسبب استخدامهم لغة الحياة ولا محاولة تبنيهم هموم الجماهير وتطلعاتهم ولكن أيضا لأن مؤسسات الدولة كانت تزعم فى بعض الأحيان تبني قضايا الشعب الأجتماعية والثقافية فما كان منها إلا أن تبنت إنتاج الكثير من رموزها حتى وإن صادرتهم أحيانا على المستوى الشخصى. أضف الى ذلك أنه من خلال هذا التوجه الرسمى نشأ قدر من المناخ الثقافى والفنى الذى تماهى مع هذه الأبداعات شاءت الدولة أم أبت . ولكن فى النهاية لا نستطيع إغفال الدور الذى لعبه هؤلاء الرواد فى تجديد وتطوير الخطاب الشعرى لقصيدة العامية المصرية بالرغم من أنهم لم يشتبكوا مع إشكاليات الكتابة إلا فى حدود ضيقة.
وتظل المشكلة تتفاقم كلما قدمت قصيدة العامية نفسها مشتبكة أكثرمع القيم الكتابية وذلك لأسباب عديدة منها ذلك الخلط الذى تحدثنا عنه بين الأدب العامى والأدب الشعبى ومنها ماأسسته العامية من خطاب ( اجتماعى- سياسى) أقرب الى الشفاهية ربط العامية فى أذهان متلقيها بهذا الخطاب الذى أصبح من الصعب أن يتوقعوا شيئا مغاير منها . وفى الحقيقة أن هذه الأزمة ليست أزمة شعر العامية وحده - وأن كان يتحمل النصيب الأكبر منها- لكنها أزمة تلقى الشعر بصفة عامة فى واقع مازالت ثقافة الأذن هى السائدة فيه وفى رأيى أن هذه الأزمة لايمكن أن تناقش بمعزل عن أزمات الواقع المتعددة وعلى رأسها أزمة التعليم.
والأزمة الرئيسية فى رأيي هى أن الثقافة السائدة أعتادت بقوة التاريخ أن لاتتعامل مع اللغة العامية كلغة كتابة وهذا ماترك أثره فى وعى الجميع بما فيهم نحن – بدليل كتابة هذه السطور باللغة الفصحى – وقد أشار الصديق مؤمن محمدى فى المؤتمر السابق (الملتقى الأول لشعر العامية- الإسكندرية - يونيو 2009 ) إلى ملحوظة هامة وهى أنك عندما تضطر ان تترك خطاب لأخيك أثناء تركك له نائما فى المنزل وتخرج تكتب (ذهبت الى..........) أو ( سأعود.....) ....الخ وهذا إن دل على شئ فإنه يدل على أننا شئنا أم أبينا متماهين مع ما أسسته الثقافة الرسمية عبر التاريخ حتى أننا عندما نتكلم ,نتكلم بالعامية وعندما نكتب, نكتب بالفصحى على الرغم من التفاوت الواضح بينهما على مستوى بنية الجملة(9) أو صوتيات اللغة لدرجة أنه يبدو لي أحيانا أننا نكتب لغة بحروف لغة أخرى .
وقد تمت محاولات عديدة لإيجاد حروف بديلة أو لتعديل بعض الحروف القائمة لكي تكون أقل التباسا مع صوتيات اللغة العامية غير أني أعتقد أن الوقت مازال مبكرا لأن مثل هذه الإجراءات تستدعي حضورا واعيا لكل من كاتب النص و قارئه و هذه العملية لا يمكن أن تتم إلا في توجه ثقافي و اجتماعي مغاير.



لماذا نحن الآن ؟

بقليل من المتابعة يمكن إدراك أن معظم قصائد التفعيلة التى تكتب الآن مجرد إعادة إنتاج لما كتب فعلا من قبل, ويبدو أنه مجرد استدعاء لتفعيلة ما, تأتى في أغلب الأحوال بميراثها الصوتي وجمالياتها الشفاهية التي سبق أن كتبت بشكل أو بآخر مرارا وتكرارا وهذا لايعنى أننى ضد التفعيلة فى حد ذاتها ولكنى متحفظ على تصدير ميراثها بشكل آلى , ذلك لأن الجدة فى رأيى هى أحد المعايير الأساسية للأبداع , وهذا النوع من السلفية الأدبية – أن جاز التعبير - يتكئ إلى حد كبير على سلطة لا يغفلها الواقع السائد ولا يملها بل يتبناها ويدعمها..ألا وهى سلطة اليقين..
هذا اليقين الذي يتراوح بين الميتافيزيقي والاجتماعي ربما كان صائبا أو محقا في مرحلة سابقة في تاريخنا.. أما الآن أعتقد أنه يصب في نهاية الأمر في تثبيت ما نحن عليه. لأنه وإن بدا ثوريا أو حاول بالفعل تغيير الأمور فهو تغيير شكلي لأنه في النهاية يستبدل اليقين بيقين آخر ليتغير الرمز بينما تظل البنية, إن المشكلة تكمن في أن هذه
السلطة لا تقبع في الحياة السياسية والاجتماعية فقط بل هي أيضا متجزرة في أخص خصائص الحياة النفسية ولذلك فالنضال الحقيقي من وجهة نظري هو محاولة وضع الإنسان أمام ثوابته لا لتقديم بدائل بل للدعوة للمشاركة فى فضائات جمالية وإنسانية أرحب ربما تكون أكثر صدقا مع اللحظة الإنسانية الراهنة,وهذا إن لم يكن للشعر دور حقيقي فيه, فما قيمته إذن ؟!!
نحن مع الشعر ضد الحناجر المشهرة في الهواء,
مع القصيدة التي تصنع إيقاعها ضد الإيقاع الذي يصنع قصيدته,
مع الأسئلة ضد الإجابات النهائية,
مع نص يحقق كل من كاتبه وقارئه إنسانيتهما من خلاله, وليس نصا معلما يدعى أنه يسعى الى توجيه جمهوره الى حيث يريد,
مع طرق أخرى للنظر فى الأمور التى يعتقد الكثير أنها خالدة
.
مدحت منير.



الهوامش

* -
أقول معظم لأنه توجد بعض النصوص الشعبية بالفصحى وأكبر دليل على ذلك نصوص عمر بن الفارض المتداولة في طقوس الصوفية .
**-
أحب أن أشير الى فضل باحث الفولكلور الصديق محمد عبد الوهاب فى دعمه لى أثناء أجراء هذا المقال وتحديدا أثناء بحثى فى هذه الجزئية

المصادر

1-
للاطلاع على المزيد في هذا الموضوع يمكن الرجوع الى كتابات صلاح الراوى فى الأدب الشعبى وقد أعتمدت فى مقالى بشكل أساسي على تعريفه للأدب الشعبىكتاب - الشعر البدوي في مصر – الجزء الأول – صلاح الراوي.
2-
كما هو الحال عند العالم الألمانى شبامر وليوبولد شميدتمحمد الجوهرى – علم الفولكلور- الجزء الأول
3-
سيد عويس – رسائل الإمام الشافعي.
4-
رأى عن ريتشارد فايس – محمد الجوهرى – علم الفولكلور- الجزء الأول
5-
صلاح الراوي – الشعر البدوي في مصر.
6-
والترج. أونج - الشفاهية و الكتابية.
7-
نفس المصدرالسابق.
8-
طاهر عبد الحكيم - الشخصية الوطنية لمصر.
9-
بيومى قنديل - حاضر الثقافة فى مصر

البريد الألكترونى
Medhatmoneer2000@yahoo.com

توضيح
تم نشر المقال بواسطة الشاعر يحيى قدرى عبر موقع الفيس بوك بجروب لمة ..بيت العامية المصرية  وقد أعدنا النشر هنا لما يحمله المقال من أهمية

Dec 1, 2009

على هيئة قلب



أنـا عارف

إن كبيـرِك

تكسري سن

القلم الرصاص

وتسالينى

عن

البرّاية



و أكبر حاجة

ممكن أعملها

هقولِّك

حاضر

وأناولها لِك



بس تصدقي

مكنتش ملاحظ

إنهـا

على هيئة قلب